إنَّ إشراك أولياء الأمور في العمليَّة التَّعليميَّة عامة ومهارات اللُّغة العربيَّة خاصَّةً، يُعدّ خطوةً مهمَّةً لتعزيز ودعم عمليَّة تعلُّم وتمكين الطُّلَّاب من مهارات اللُّغة العربيَّة وأدواتها، حيث تعتبر اللُّغة العربيَّة من أهمِّ اللُّغات في العالم، و تحظى بمكانة كبيرة في كثير من المجتمعات باختلاف لهجاتها.
إنَّ تعلُّم اللُّغة العربيَّة أمر ضروريّ لتمكين الطُّلَّاب من التَّواصل والتَّفاعل في هذه البيئة الثَّقافيَّة، ولا يقل دور أولياء الأمور والأسرة في تعلُّم الطُّلَّاب مهارات اللُّغة العربيَّة وتعزيز هذه المهارات عن دور المؤسَّسة التَّعليميَّة والمدرسة.
اللغة العربية والهوية الثقافية:
اللغة العربية جزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية في المجتمع، وتلعب دوراً حيوياً في نقل الثقافة والمعرفة، فهي تعزز التفاعل الاجتماعي وتدعم توحيد الشعوب الناطقة بها، ومن خلال تعلم اللغة العربية، يمكن للأفراد فتح أبواباً جديدة للفهم والتواصل مع مجتمعات مختلفة الثقافات .
ونظرًا لتنوع اللغة العربية في مهاراتها وعناصرها ، فلا يمكن اعتبارها وسيلة للتواصل فقط ،فتتميز اللغة العربية بتنوعها الواسع، فهي ليست فقط وسيلة للتواصل، بل تعد وعاء للثقافة والعلم ، لذا فإن الاهتمام بكافة المهارات اللغوية يلعب دورا مهما في تطوير كفاءة الطلاب في استخدام اللغة.
إن عملية تطوير كفاءات الطلاب ودعم مهارات اللغة العربية لديهم لا يقتصر على المعلم والمدرسة وحسب ، بل إن لأولياء الأمور والأسرة والمجتمع بأكمله دورا كبيرا في تمكين الطلاب من اللغة (قراءة وكتابة وتحدث واستماع ).
ان تحقيق التعاون بين المدرسة وأولياء الأمور يتطلب جهدًا مشتركًا وتواصلًا مستمرًا، مما يسهم في تعزيز مهارات اللغة العربية لدى الطلاب ورفع مستوى تحصيلهم للعربية .
خطوات عمليّة لإشراك أوّلياء الأمور في دعم مهارات اللّغة العربيّة لدى الطّلاب :
1-الورش التدريبية والندوات :
تسهم الورش التدريبية والندوات التي تهتم بمساعدة أولياء الأمور في فهم الأهداف التي تحاول المدرسة تحقيقها في دعم مهارات اللغة العربية لدى الطلاب ، وتقييمهم فيما يمتلكون من مهارات، وتساعد في اتخاذ الخيارات الصحيحة، وتسهل على أولياء الأمور التصرف كمرشدين لتشجيع أطفالهم على التفكير في نقاط قوتهم وضعفهم وشغفهم وأهدافهم.
2- الموارد والمصادر التعليمية :
توفير موارد تساعد أولياء الأمور، مثل كتيبات، مقاطع فيديو، أو تطبيقات تعليمية تُعزّز من تعلم اللغة العربية، تساعدهم في تقديم المهارات والأنشطة التعليمية المناسبة خارج الصفوف الدراسية بطريقة صحيحة وأكثر دقة .
3- التواصل الفعّال :
تستطيع المدرسة أن تسهل على أولياء الأمور التواصل المنتظم والفعّال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وقنواته ( مثل مجموعات الواتس آب والتليجرام وصفحات الفيس بوك .. والتطبيقات الأخرى ) ، وذلك لتبادل المعلومات والأخبار حول الأنشطة المقرر انعقادها والمهارات اللغوية التي تحاول المدرسة تطويرها خلال فترة زمنية محددة .
كما تُشكل الاجتماعات الدورية لمناقشة تَقدّم الطلاب واستراتيجيات دعم تعليمهم في مادة اللغة العربية دورا هاما ومؤثرا في دعم المهارات لدى الطلاب.
4- الأنشطة التفاعلية المشتركة :
تشجيع المدرسة لأولياء الأمور على المشاركة في الأنشطة اللغوية مثل مسابقات القراءة أو كتابة القصص مع الطلاب وتنظيم أيام مفتوحة يُمكن لأولياء الأمور مشاهدة دروس اللغة العربية والمشاركة فيها ، مما يزيد من تفاعل الطلاب و إشعال روح المنافسة بين جميع الأطراف .
5-مشاركة النجاحات الصفية :
- مشاركة نجاحات الطلاب في التعلم عبر نشر إنجازاتهم في الصحف المدرسية أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالمدرسة ، وتحفيز أولياء الأمور على مشاركة تجاربهم ودعمهم لأبنائهم.
6-الاستبيانات واستطلاعات الرأي :
إجراء استطلاعات رأي لمعرفة احتياجات أولياء الأمور وأفكارهم حول كيفية دعم تعلم الطلاب للغة العربية ومهاراتها، ودعوتهم لتقديم مقترحات ومشاركة الأفكار حول البرامج التعليمية والأنشطة التفاعلية .
7-الخطط الفردية والجماعية :
تقديم معلومات حو الخطط الفردية والجماعية التي تعدها المدرسة وفريق عمل اللغة العربية أو برامج دعم لمساعدة الطلاب في مهارات اللغة العربية ، توفير نصائح حول كيفية دعم أولياء الأمور لأبنائهم في الواجبات المنزلية.
المراجع :
مريم حمدى العنزي – اتجاهات أولياء الأمور نحو دور نظام التعلم عن بعد في تدريس مادة اللغة العربية لطلبة مدارس التعليم الخاص الأجنبية خلال أزمة کورونا في دولة الکويت – 2020
دليل إشراك أولياء الأمور في دعم مهارات القراءة والكتابة لدى الطلاب – مؤسسة الملكة رانيا – 2023